الأحد، 17 أبريل 2011

أين الكتب؟!

لم تعد الطباعة أمرا معجزا، نسبة للإنتاج الأدبي عندنا، كما كانت في السابق، ولم يعد خبرا أن يتمكن كاتب في مجالات الكتابة الإبداعية المختلفة (شعرا- قصة قصيرة- رواية- نقدا..إلخ) من طباعة أحد مؤلفاته- عن طريق (ناشر!) أوعن طريق موارده الخاصة، وهذا أمر مفرح في حد ذاته و(نقلة) معقولة، بخاصة والثورة الرقمية التي انتظمت العالم في كافة المجالات ذات قدح معلى، نحوان يتغير عالم الإنتاج الأدبي والفني، بكافة ضروبه حولنا وبيننا، عليه صرنا نطالع بالصفحات والملفات الثقافية بالصحف السيارة، أخبار صدور الكتب بإطراد أثلج صدورنا، مع تنوع حقول الأدب واختلاف أجيال المبدعين.
 لكن لم يعد الحصول على (نسخة) من هذه الكتب أمرا ممكنا، ما لم تكن من ضمن دائرة أصدقاء الكاتب، وهوشرط غير معقول، لا نريد هنا أن نشير إلى إمكانيات الشراء والحاصل الإقتصادي المرير الذي هوأمر واقع بلا مكابرة ولا رياء، إنما نريد أن نشير إلى تردي واقع (النشر لا الطباعة) عندنا، وإلى اضمحلال المكتبات ونوافذ البيع، في العاصمة وأطرافها أوالولايات وأريافها؛ لا يمكننا ان نقول- بطبيعة الحال- أن مشكلة الطرف الأول من مسألة (الطباعة والنشر) بخير تماما، طالما أن الكتب صارت تطبع بالداخل أوبالخارج، بفضل وعي كتابنا بضرورة توثيق إبداعهم وقتالهم الضاري (النبيل) نحوإنجاز مشاريعهم الإبداعية، رغم ضيق الحال وتضييقه، دفعا لها خارج الأدراج ودوائر الأصدقاء المحدودة- تلك قضية تتطلب العودة لها لاحقا- إنما ينبغي أن نقول أن الطرف الثاني من المسألة يقف حجر عثرة أمام أي تقدم يمكن إنجازه في الطرف الأول.
 نقرأ باستمرار عن صدور الكتب ولا نعرف كيف أوأين يمكن أن نحصل على نسختنا من الكتاب، هذا لسان حال كل قارئ متابع لمجريات المشهد الأدبي وهذا عذاب كل كاتب سعى ويسعى لأن يخرج إنتاجه من إطار علاقاته الخاصة، ويخشى أن يقبع عمله في ظلمة (مخازن الناشر أوالمطبعة).
الأمر لا يتعلق فقط بالإنتاج الجديد من الأعمال الأدبية لكنه يتعلق بالمكتبة الأدبية ككلِّ متكامل، وغنى عن القول أن البحث عن كتب بعض كتابنا الكبار من مختلف الأجيال يعدُّ الآن ضربا من الإرهاق وقل أن يحقق نتيجة دوأن تدلف إلى مكتبات الأصدقاء الخاصة، وفي هذا السياق يجب الإشارة إلى سوق الكتاب المرتجع (مفروش- طيب الذكر) الذي كان ملاذا رحيما لمن يسأل عن الكتاب، والذي صار بدوره (مفروشا) يحتاج لمن يبحث ويسأل عنه.
 نحتاج أن نعرف عن دور النشر العاملة في مجال الكتاب الثقافي وآليات عملها في التوزيع، نحتاج أن نعرف عن المكتبات التي تعنى ببيع الكتاب الثقافي، ايضا نريد أن نعرف عن المراكز الثقافية التي تعمل على طباعة الكتب ضمن أنشطتها الثقافية (ربما يمتلك بعضها مكتبات للإطلاع، ربما يمتلك بعضها نوافذ للبيع) وعن آلياتها المعتمدة في التوزيع، بما يشكله الأمر من هاجس يشغل بال الجميع كتابا وناشرين، قرَّاء ومتابعين.


هناك تعليق واحد: