الأحد، 17 أبريل 2011

تشويش إلكتروني

الصادق الرضي

الشاعر الكبير هاشم صديق
في العام 1987م كتبت قصيدتي (علاقة الدم) والتي اشتهرت بين الناس باسم (سوف أصنع لي حبيبة)، تلك كانت أيام البدايات الأولى حيث كتبت عددا كبيرا من القصائد ونشرتها بالملاحق الثقافية المختلفة التي كانت تصدر عن صحف ذلك الزمان ولم يقدر لعدد كبير من قصائد البدايات الأولى أن توثق لاحقا في كتبي الشعرية لأسباب عديدة، لعل أهمها أن قصائد البدايات ترتبط عادة بتأثر واضح بقصائد رموز المرحلة الشعرية وأغلبها قصائد لا تعبِّر إلا عن موهبة في حاجة إلى النمو والتشجيع، وقد ظلت (قصائد البدايات الأولى) سجينة أضابير دار الوثائق القومية ضمن ملفات الصحف، ما عدا بعض القصائد التي تضمنها كتابي الأول (غناء العزلة) وهي القصائد التي قدر لها أن تجد قبولا كبيرا من جمهور القراء وساهمت بصورة واضحة في تشكيل ملامح تجربتي الشعرية لاحقا، قصيدة (علاقة الدم) من بين تلك القصائد التي تضمنها كتابي الأول (غناء العزلة) وهي من القصائد التي ساهمت وكثيرا في ترسيخ اسمي لدى جمهور القراء والمهتمين، وقد أبدع لها المبدع (حمزة سليمان) لحنا أيضا وأصبحت من ضمن أعماله المغناة .
قبل نحو عامين تقريبا، نشر موقع إلكتروني على الإنترنيت يسمى (منتديات النيلين) بواسطة أحد المشاركين فيه نص قصيدتي (علاقة الدم) ونسبه- خطأ- لأستاذنا الشاعر المعروف (هاشم صديق)، لم أكترث للأمر كثيرا نسبة لأن بعض المشاركين في تلك المنتديات راجعوه في الأمر وصححوا له المعلومة التي أوردها، ونسبة لأنني أعلم كل العلم أن أستاذنا هاشم صديق لم يدع من قبل ولن، ملكية نص ليس له وهو ليس بحاجة إلى ذلك، بأي حال من الأحوال، لكن تبينت لي لاحقا خطورة عدم الإكتراث للأمر من واقع أن النسخة المنشورة من القصيدة على الشبكة الإلكترونية منسوبة لأستاذنا هاشم صديق أصبحت وثيقة يعتمد عليها بعضا ممن لم يطلع على أعمالي الشعرية وأسهمت هذه (الوثيقة) في التشويش وكثيرا كلما إقتطف أحدهم مقطعا من القصيدة ونسبها لي في الحوارات الكثيرة التي تدور بالمنتديات الإلكترونية، وبالفعل تكرر حدوث هذا الأمر، من متابعتي لما يكتب بالإنترنيت، مما دعاني لكتابة هذه الكلمة مستهدفا توضيح الأمر في المقام الأول، لكل من يعنيه الأمر، كما أرمي إلى تنبيه إدارة موقع (منتدى النيلين) إلى هذا الخطأ ووجوب تصحيحه والإعتذار، وكنت قد حاولت الكتابة إليهم عبر عنوانهم المنشور بالموقع ولم أنجح في الوصول إليهم هناك، هذا من جهة، من جهة أخرى رأيت في المسألة مناسبة للحديث حول النشر الأدبي بمنتديات الحوار الإلكترونية، السودانية على وجه الخصوص، وما يصاحبه من أخطاء تحدث – بحسن نية كما أظن- لكن تترتب عليها نتائج غير طيبة مطلقا، ولهذا الوسيط الجديد – الإنترنيت- خطره في نشر وترسيخ وأيضا تشويش المعلومات والمعرفة، وقد أصبحت الشبكة العنكبوتية اليوم مصدرا مهما يعتمد عليه وكثيرا في جمع المعلومات من مختلف الحقول والتخصصات مما يلزم كل من يستخدمه بتوخي دقة المعلومة وسلامتها قبل النشر.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق