الأحد، 17 أبريل 2011

نحن والبوكر العربية

أثارت الجائزة لغطا كثيرا أوان إعلانها رسميا، في الأوساط الثقافية العربية، نظرا لأنها تأسست على أن يتم ترشيح الأعمال لها من قبل الناشر، تحديدا، لا من قبل الكتاب أنفسهم أوإتحاداتهم..إلخ، تابعنا معارك كثيرة دارت في العواصم العربية المختلفة و(هتر) و(اتهامات متبادلة) بين كتاب وناشرين، وأثرنا حينها أسئلة للناشر السوداني وعن مدى استعداده لترشيح كتاب سودانيين للجائزة، التي بدأت في تثبيت أقدامها، وكان قد بدا لنا أن الناشر السوداني لم يعر المسألة التفاتا أوحماسا على أقل تقدير، نشرت أسماء المرشحين للدورة الأخيرة دون أن يكون من بين الأسماء اسم سوداني، كما حدث في الدورتين السابقتين، وهنا بدأت الأسئلة.
الواقع أن أزمة النشر عندنا ظلت (خالدة)، وهي أزمة لازمت أجيال الكتاب السودانيين ردحا طويلا من الزمان، ولا تزال، تعرفنا على إنتاج رموزنا الأدبية في منتصف القرن المنصرم، من خلال دور نشر لبنانية ومصرية ومن خلال بعض دور النشر السودانية القليلة، مثل دار النشر جامعة الخرطوم- طيبة الذكر، والدار السودانية للكتب التي دائما ما تنشر الأعمال بالتعاون مع دور نشر لبنانية- دار الجيل غالبا.
 الإنفتاح الذي حدث في السنوات الماضية، في طباعة الكتب الأدبية، صاحبته عوامل كثيرة لعل أهمها عامل الهجرة التي انتظمت المبدعين السودانيين في الـ 20 عاما الماضية، في شكل موجات متشظية إلى مختلف أرجاء العالم، وبالتالي صدرت كتب سودانية كثيرة من دور نشر ليست بسودانية، وما حدث في الداخل هوأن الكتب تصدر في الغالب بمبادرات من الكتاب وأصدقائهم، دار النشر جامعة الخرطوم تهدم صرحها كما يعرف الجميع، الدار السودانية اكتفت بدور التوزيع وإعادة طبع كتبها القديمة، دور النشر القليلة التي يمكن ذكرها في هذا السياق وهي جديدة نسبيا، لا يمكن أن تطلق عليها اسم دار نشر إلا على سبيل المجاز لعدم توفرها على الحد الأدنى من مقومات (دار نشر)، ونحن نفرح هنا بصدور الكتب بيد أننا نعلم انها تصدر بما دون مواصفات (الكتاب الثقافي)..
 ..لا أعتقد أن دار نشر غير سودانية، يمكن أن ترشح عملا لكاتب سوداني من إصداراتها على حساب أعمال كتابها، دور النشر السودانية- في الغالب غير مؤسسة بالقدر الكافي للمشاركة بالترشيح؛ ليست نظرية مؤامرة أوعنصرية، فدور النشر العربية، خصوصا اللبنانية والمصرية، تنظر لأمر الترشيح للجائزة من باب تقديم اسم أقطارها في مثل هذه المناسبات، وهي دور نشر كبيرة تعي أهمية إعلاء مشهدها الأدبي والثقافي في محافل دولية، والمعروف أن العمل الحائز على الجائزة يترجم إلى عدد من اللغات العالمية
المتابع لا تفوته ملاحظة اسماء الاقطار التي يتكرر ذكرها في قوائم الحائزين على الجوائز من هذا المستوى، وهي أقطار لا تعاني من حيث تأسيس البنية التحتية للإنتاج الأدبي، وصناعة النشر، قياسا بأقطار أخرى لها مثل أقدارنا في انعدام البنى التحتية للإنتاج الإدبي والصناعات المتعلقة به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق