الأحد، 17 أبريل 2011

أين الكتاب في مؤتمر إتحاد الكتاب؟!

كنت منشغلا طيلة الأسبوع الماضي بمتابعة عدد من الفعاليات الثقافية المختلفة وتلبية دعوات من المؤسسات والمنتديات والمراكز الثقافية بحكم الواجب المهني من جهة ومن واقع انتاجي في مجال الشعر من جهة أخرى، وأرهقني كثيرا وربما أرهق آخرين أيضا من المنتجين في المجال الثقافي ومن المتابعين وجمهور هذه الأنشطة تضارب (البرمجة) وتلك مسألة ظللت أتابعها بإشفاق منذ سنين عددا، والمتابع مثلي ومثلك يظل في حالة من البيات الشتوي لفترات طويلة دون أن يعثر على أي إعلان عن فعالية أو نشاط ثقافي يشبع حاجة التلقي، وما أن تقرأ هنا أو هناك خبرا أو إعلانا عن فعالية ثقافية تنهمر الأخبار والإعلانات عن فعاليات أخرى ويجد المرء نفسه في حيرة إزاء تضارب بعض هذه الفعاليات، الأمر الذي ينعكس بالضرورة على مستوى الحضور هنا وهناك أيضا، ولا أدري هل هناك ما يمنع المراكز والمؤسسات الثقافية- على قلتها- عندنا من التنسيق فيما بينها حتى لا يحدث هذا التضارب، وبالتالي يصبح بمقدور المهتم والمتابع أن يحظى بمتابعة كافة الأنشطة- طالما رغب بذلك، أم أن كل (مركز) يعمل ويخطط لأنشطته دون النظر إلى ما تطرحه المراكز الأخرى أو النظر لمردود ما يطرحه على الساحة من حيث الإقبال الجماهيري ومستواه، أو من حيث المردود الإعلامي.
 تابعت فعاليات المؤتمر العام الثالث لإتحاد الكتاب السودانيين الذي انعقد تحت شعار (التعددية الثقافية مستقبل السودان بين الوحدة والإنفصال)، أعني الجلسات الفكرية والعلمية والبرامج الثقافية المصاحبة، ومن الجيد أن تستفيد اللجنة التنفيذية واللجنة التحضيرية للمؤتمر في دورته هذه، من بعض السلبيات التي حدثت في الموتمر الفائت، وتعمل على تلافيها، لم يتغيب أحد عن الحضور على المنصة، من كتاب الأوراق أو رؤساء الجلسات المعلن عن أسماءهم بالبرنامج، وكان هناك انضباط كبيرة في إدارة الجلسات من حيث الإلتزام بالوقت الممنوح لكل مقدم ورقة لتلخيص ورقته، والوقت المتاح لفرص مناقشة الأوراق، أيضا طبعت الأوراق جميعا في كتاب كان متيسرا الحصول عليه، على النقيض مما حدث في المؤتمر الفائت حيث قدمت العديد من الأوراق بالإنابة عن كتابها مما أحبط فعالية النقاش، لغياب من هو مؤهل للنقاش أساسا- كاتب الورقة.
 أيضا سارت الفعاليات الثقافية المصاحبة من حيث التنظيم والإلتزام بما هو معلن عنه في البرنامج بصورة طيبة إلى حد بعيد، ونحن نحيي من هنا اللجنة التنفيذية واللجنة التحضيرية على هذا المجهود، لكن لا يفوتنا أن نبدي بعض الملاحظات ايضا، من باب طرح الأسئلة فيما يخص الشأن العام، وأريد هنا أن أشير إلى ضعف الحضور الذي كان بائنا للعيان، ومحبطا للجهد التنظيمي المبذول، ضعف الحضور الذي لازم الجلسات الفكرية والعلمية والفعاليات الثقافية المصاحبة جميعا، مما جعلنا نتسائل مع غيرنا: (أين الكتاب في مؤتمر إتحاد الكتاب؟!) إذا لم يكن هناك حضور إعلامي أو حضور من قبل جمهور الإنتاج الأدبي والفكري، فيمكننا أن نعدد الأسباب وأن نجد الأعذار، لكن أن لا نصادف من بين الحضور- طيلة أيام المؤتمر- من هم أعضاء مسجلين في الإتحاد أو من هم أعضاء في  لجنته التنفيذية، إلا أسماء بعينها تلك التي سهرت على هذا العمل، وظلت ترحب بالحضور وبالإعلام وتقوم بواجب الضيافة وتستقبل النقد والأسئلة بصدر رحب، فذلك أمر محير.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق